شرفكم الذي شوهتموني لأجله

  (PDF) شرفكم الذي شوهتموني لأجله

مُجهل

اعتدت توجيه رسائلي لأبي منذ رحيله، كلما كتبت شيئًا تخيلته وهو يقرأه، لكني اليوم لا أملك الجرأة لأشرح له ذلك الأمر.

أول أمس سألني حبيبي متعجبًا عن وصولي للذروة دومًا متأخرة، استغرق تفكيري عشر ثوانٍ تقريبًا كي أجيبه، لكنهم مروا على ذهني إثنا عشر عامًا، نعم فقد مر إثني عشر عامًا على حادثة تشويه أعضائي التناسلية أو “طهارتي” كما تسميها أمي، في عشر ثوانٍ فقط مرت أمامي صورتي وأنا طفلة سعيدة لقرار أمها ذلك اليوم بأن ترتدي تنورة قصيرة على عكس العادة، أذكر ذلك الهواء الذي مر بين فخذي وداعب بظري للمرة الأخيرة وأنا في طريقي للمشفى، كنت أسير بمنتهى السعادة والانطلاق، خدعتني أمي بأننا ذاهبين لنقطع جزءًا ضارًا بجسدي سيتسبب في جلب أمراض خطيرة لي أن لم نتخلص منه، كنت في غاية الحماس للخلاص من ذلك الجزء الملعون، كنت أخشى المرض، وكنت أثق في أمي..!

بعدما استغرقت وقتي القصير في التفكير أجبته باقتضاب قائلة: بسبب الختان. لا أعلم هل كان يجب أن تكون هذه إجابتي، أم أنه كان يتوجب عليّ مشاركته ما أشعر به وما أتذكره بشكل يومي، هل كان يتوجب عليّ أن أقول له بأنني أذكر وجه الطبيب وممرضته حتى الآن! أذكر رائحة الغرفة وألوانها! أذكر أنني لم أتمكن من المشي وحملوني كالجثة إلى المنزل! هل كان يتوجب عليّ أن أحدثه عن شعوري عندما تبولت لأول مرة وكيف كانت صرختي تعبر جدران المنزل، وعن امتناعي عن التبول ثانية خوفًا من الألم حتى تبولت في ملابسي عندما فقدت القدرة على المقاومة! هل كان يجب عليّ أن أصف له شكل بظري المقطوع الذي رأيته ملقى بقطنة في يد أمي تُريها لجيراننا وأقاربنا من النساء كلما أتوا ليباركوا لي لأنني أصبحت الآن عروسة!

عندما بلغت السادسة عشر كانت تجربتي الأولى لمشاهدة فيلم جنسي بالصدفة، أثار الأمر فضولي فبدأت أبحث عن مزيد من تلك الأفلام، لكن كان هناك شيئًا غريبًا عندما رأيت الممثلات يمتلكن جزءًا بفروجهن لا أمتلكه أنا، لم أكن أعلم ما ذلك ولماذا لا أمتلك مثله، وصرت أتساءل حتى بدأت البحث على الإنترنت وعلمت أنهن طبيعيات وأن هذا الجزء يدعى بظر، وأنه هو نفسه ما رأيته يومًا في يد أمي، ومع استمرار بحثي علمت أنني فقدته بسبب خدعتها وأنه لا يتسبب بأية أمراض كما قالت لي، علمت حينها أن أمي كذبت عليّ ولكن لم أكن أعلم لمَ فعلت ذلك، حتى قررت أن أواجهها في عامي التاسع عشر، عندما شاركتها جزءًا بسيطًا من ألامي تجاه تلك الحادثة وسألتها ودموعي تذرف في هدوء، لماذا فعلتي بي ذلك؟ فأجابتني دون تفكير أو تردد أو شعور بالذنب قائلة: “أومال كنتي عايزاني أسيبك تهيجي وتنطي على الرجالة”.

وقعت عليّ الجملة كالصاعقة، لم أعلم حينها ما الذي عليّ قوله، أو بالأحرى ما الذي يجدُر قوله، لم أتمكن من مشاركتها شيئًا مما أشعر، من التعري أمامها، من التعبير عن ألمي القائم حتى اليوم، من شعوري بالخزي حين سألتني إحدى صديقاتي كيف يكون شكل الفرج وهو مختون، ومن غيرتي من كل الفتيات التي تمتلكن بظرًا؛ كان رد أمي بمثابة واقعة انتهاك أخرى بالنسبة لي، لم أكن أرجو منها شيئًا سوى أن تُبدي ندمها عن ما حدث فقط، لكنها رأت ذلك فضلًا لا أستحقه، فلم أجد ردًا، حتى دموعي توقفت، وكل ما قررت فعله هو الانتقام منها ومن عائلتي التي تضع شرفها بالكامل في فرجي، فتخلصت من عذريتي بيدي في حمام منزلها، حيث لا يعزلني عنها سوى باب صغير هش دون مفتاح ردًا على ما فعلته بي، وصرت أحدث نفسي قائلة: ها هو شرفكم الذي شوهتمونني لأجله، ها هو ما تحاولون منع الرجال من الوصول إليه، فها هو ينهار دون أن يمسني أحدهم.

كاتبات الخزانة

Share Button