إعادة برمجة السلطة: إنشاء الإنترنت النسوي وشغله واختراقه

[1]إعادة برمجة السلطة: إنشاء الإنترنت النسوي وشغله واختراقه

بواسطة:- برنامج “حقوق المرأة” في جمعية الاتصالات التقدمية (APC)

ترجمة:- ندى قاسم

4 ديسمبر 2017

 إعادة برمجة السلطة (PDF) 


لماذا نحن بحاجة لمبادئ الإنترنت النسوية

تزعزع النسويات الأنظمة والمساحات والمناسبات التي تقمعنا وتنتهكنا وتستبعدنا من الحياة بحرية، حيث نعبر عن رغباتنا ونصنع حيوات بديلة، آمنة ومؤثرة. الإنترنت هو مساحة ومنصة ووسيط رقمي نستخدمه على نحو متزايد لإثارة الرأي العام والتواصل والحشد. وبينما تزداد مراقبة الدولة على النشطاء، يلعب المتصيدين كارهي النساء أدوارهم في استخدام العنف، وتستخرج الشركات بياناتنا وتخترق خصوصيتنا. نحن بحاجة لزعزعة الإنترنت والسيطرة عليه!

لقد بدأت النسويات في الزعزعة الجماعية من خلال تخيل الإنترنت النسوي، وذلك من خلال النشاط الجماعي وربط الحركات وفهم طبيعة الإنترنت وإدارته.

تخيلن إنترنت نسوي #ImagineAFeministInternet

بدأ برنامج “حقوق المرأة” في جمعية الاتصالات التقدمية (APC WRP) في تخيل الإنترنت النسوي من خلال تنظيم اجتماع عالمي في عام 2014 وآخر في عام 2015، والذي جمع بين مشاركات من ستة قارات تضم ناشطات نسويات ومعنيات بالحقوق الجنسانية وحركات مجتمع الميم، و منظمات حقوق الإنترنت والتكنولوجيا، والمدافعين عن حقوق الإنسان. لقد تحدثنا عن السياسة على الإنترنت، وطبيعة الضرر الذي تتعرض له النساء يوميًا ومداه، وكيف يعد هذا العنف على الإنترنت جزءًا من سلسلة متصلة من العنف القائم على النوع.

وناقشنا تقاطعية النوع والجنسانية والإنترنت، ليس فقط كأداة، ولكن كمساحة عامة جديدة. وبدأنا في سد الفجوة بين الحركات النسوية وحركات الحقوق الرقمية، واستكشاف التقاطعية والفرص الاستراتيجية للعمل معًا كحلفاء وشركاء لطرح هذا السؤال:

“بصفتنا نسويات، ما هو نوع الإنترنت الذي نريده، وما الذي يلزمنا لتحقيق ذلك؟”

نتج عن الاجتماع الأول تطوير 15 مبدأً للإنترنت النسوي، مصممين ليكونوا مستندًا متطورًا ويرحب بالإدخالات المستمرة والقصص والتجارب التي تبلغ عن عملنا في مجال الجنسانية والتكنولوجيا؛ ويستمر التطور حيث نملك الآن 17 مبدأً للإنترنت مرتبين في 5 مجموعات

1.الاتصال:
1.إمكانية الاتصال باللإنترنت
2.إمكانية الوصول للمعلومات
3.استخدام التقنية

2.الحركات والمشاركات العامة:1.المقاومة
2.وسط تحويلي
3.اتخاذ القرارات في حوكمة الإنترنت

3.الاقتصاد:
1.الاقتصاديات البديلة
2.المصادر الحرة والمفتوح

4.التعبير:
1.تعظيم الخطاب النسوي
2.حرية التعبير
3.البورنوجرافيا والمحتوى غير اللائق

5.السيطرة:
1.مبدأ الرضائية
2.العنف على الإنترنت
3.الحق في المجهولية
4.الخصوصية والداتا
5.الأطفال والشباب
6.الداتا

يحدد هذا المدخل السياق

يبدأ الإنترنت النسوي من ويسعى نحو تمكين المزيد من النساء والكويريينبكل اختلافاتنا كبشر–  لنستمتع بإمكانية الوصول للإنترنت بشكل متساوي وغير مشروط وبأسعار معقولة وعالمية.”

ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لنا؟

سنستكشف هنا اثنين من مجموعات مبادئ الإنترنت النسوية باستخدام دراسات الحالات لنعرض بشكل حقيقي مدى أهمية التفاعل مع سياسة الإنترنت كنسويات من أجل نشاطنا وحركاتنا.

عن “السيطرة”

” قُتلت قنديل بالوش في يوم 15 يوليو 2016 على يد أخيها، الذي ادعي أن المسألة تخص “شرف” العائلة. استخدمت السيدة بالوش منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بصفتها أحد أشهر نجوم وسائل التواصل الاجتماعي في باكستان، حيث كانت تشارك بأفكارها وأراءها ومواد إعلامية مرئية. وفقًا للمدونة “No Country For Bold Women” كانت تسخر منشوراتها في بعض الأحيان من الشخصيات العامة الباكستانية والمشاهير من الذكور، وعادة ما كانت تكشف “نفاق المجتمع الأبوي الذي تهيمن عليه شرطة أخلاقية ضيقة الأفق”.

ينظر هذا السلوك من “تزكية النفس”، وهو جزء من خطاب الإعلام العام ووسائل التواصل الاجتماعي في باكستان، للحق في الخصوصية وإخفاء الهوية كمجرد عوائق أمام الحصول على “الحقيقة”، بغض النظر عن العواقب الحقيقية التي قد تنتج عن هذا السلوك. فقد قُتلت امرأة بسبب انتهاك حقها في الخصوصية وعرض معلومات شخصية مفصلة عنها، بدون فهم ما يمكن أن يترتب على ذلك؛ ولا تزال لا توجد مناقشة حول الخصوصية في باكستان.”

المصدرGenderNet

يسلط مقتل قنديل الضوء على مدى أهمية الخصوصية وإخفاء الهوية بالنسبة لهوياتنا على الإنترنت وتعبيرنا عن أرائنا واستقلالنا.

تستكشف مبادئ الإنترنت النسوية ضمن جانب “السيطرة” مسألة الخصوصية والداتا والموافقة المضمنة مركزيًا كما يلي:

“تعد المراقبة، بشكل افتراضي، أداة أبوية للسيطرة وتقييد الحقوق سواء على الإنترنت أو خارجه. فالحق في الخصوصية وممارسة السيطرة الكاملة على بياناتنا هو مبدأ أساسي للحصول على إنترنت مفتوح وآمن للجميع.” 

إنه أحد حقوقنا غير القابلة للتحكم أن نختار ونعبر ونجرب في الأمور الخاصة بجنسانيتنا المختلفة على الإنترنت، ويمِّكننا إخفاء الهوية من ذلك. يمكِّن إخفاء الهوية حريتنا في التعبير على الإنترنت، خاصة عندما يكون الأمر خاص بكسر التابوهات الخاصة بجنسانستنا و الغيرية كإطار اجتماعي حاكم، والتجريب فيما يخص النوع الاجتماعي.”  ​

أن تظل هويتنا مجهولة أمر ضروري جدًا للحفاظ على حياتنا وسلامتنا وتعبيرنا الحر مثلما شهدنا بوضوح في حالة مقتل قنديل.

الحركات والمشاركات العامة

الإنترنت عبارة عن وسط سياسي تحويلي. فهو ييسر أشكالًا جديدة من المواطنة التي تمِّكن الأفراد من التعبير عن أنفسهم ونوعهم الاجتماعي وجنسانيتهم. يتضمن ذلك التواصل عبر المساحات، والمطالبة بالمساءلة والشفافية، وخلق فرصًا جديدة لبناء الحركات النسوية.”

وغالبًا ما يتم تيسير بناء حركتنا النسوية من خلال الإنترنت و الأدوات الرقمية. فنحن نرى بصورة متزايدة مدى أهمية الإنترنت، كمساحة سياسية، للحشد على المستوى الفردي والجماعي. ويتشوش الفصل الثنائي بين الحشد على الإنترنت وخارجه، حيث أن نشاطنا يتبنى كلاهما على نحو متزايد من أجل شمول أكبر وتضخيم للصراعات وتوعية أكثر ظهورًا.

تم تجريد سيدة كينية من ملابسها في وضح النهار في نوفمبر 2014 من قِبل مجموعة من الرجال في محطة حافلات في نيروبي بسبب ما كانت ترتديه، وتم التقاط الهجوم الوحشي بالتفاصيل في فيديو على YouTube، والذي انتشر انتشارًا واسعًا وتمت إزالته لاحقًا. وردت النساء من خلال النزول إلى الشوارع بالمئات للدفاع عن حقهن في ارتداء ما يخترن من ملابس واتحدن تحت الهاشتاج #MyDressMyChoice.  اقرأ المزيد.

لقد ساهم الإنترنت في بناء الحركة بطرق بناءة، ولكن بإمكانه أن يكون وسيلة تعطيل عندما نتجاهل القوة الكامنة الراسخة في الإنترنت داخل حركاتنا وخارجها. فإدراك كيف يدفع العنف القائم على النوع على الإنترنت أصوات النساء للخلف ويطعن في قدرة الحركات النسوية على التنظيم أمر مهم يجب فهمه أثناء مطالبتنا بأن يكون الإنترنت مساحة سياسية/عامة مهمة.

فيمكِّننا استكشاف ممارساتنا التكنولوجية أثناء بناء حركتنا من تغيير بعض أنماط الاستبعاد المحددة مثل السن والهوية والموقع وما إلى ذلك، واستطلاع ما إذا كانت النسوية على الإنترنت تؤدي إلى تفاقم علاقات القوة غير المتساوية دخل الحركات النسوية.

علقت فلورنسيا جولدسمن على أهمية السبب وراء حاجتنا لتخيل الإنترنت النسوي والعمل نحو الوصول إليه قائلة:

لم يعد بإمكاننا رسم خط بين ما هو حقيقي وما هو افتراضي. نحن بحاجة لاتخاذ القرارات بشأن الإنترنت الذي ندور فيه ونعيش ونبني المشاركات السياسية. فإذا استمرت الدوائر الصغيرة المكونة من الرجال ذوي البشرة البيضاء من متحدثي اللغة الإنجليزية في تحديد بنية الإنترنت، ستظل البرامج والرموز واللغات المتاحة لمعلوماتنا غريبة بشكل خطير وفضائي. ولأننا نريد أن نكون أحرارًا على كل المستويات، دعونا نتخيل الإنترنت النسوي ونبنيه معًا.”

  • [1]نُشر النص الأصلي على موقع مؤسسة AWID خلال الملتقى النسوي السادس عشر في عام 2016 كجزء من فعاليات دعم نقاش الإنترنت النسوي. المقال بالإنجليزية.

This article was originally published by the Association for Women’s Rights in Development (AWID)

Share Button