شادى عبدالله
في الطريق إلى أبوقرقاص وأنا مُحمل بالكثير من القلق والحماسة فيما يخص اللوجستيات خصوصًا وأننا سنعقد ورشتين بشكل متوازٍ على مدار سبعة أيام متصلة وورش عمل قصيرة لفريق بانوراما البرشا لتطوير عرض الشهر السابق، كنت أُحاول تجاهل حقيقة أن عدد المشاركين في الورش الثلاث يتخطى 70 مشاركًا ومشاركة طوال الطريق إلى أبوقرقاص.
وصلنا إلى مركز التدريب بجمعية الصعيد بأبوقرقاص وتعرفتُ على هناء منسقة كورال جمعية الصعيد بشكل شخصي بعد أن اصطحبنها في طريقنا إلى الجمعية.
هناء من أول يوم كانت تتمتع بنشاط وحضور وقدرة عالية على التعامل مع لوجستيات الكورال القادم من أكثر من قرية مختلفة، حماسها وقدرتها على التخطيط واهتمامها البالغ بكل تفاصيل الورش وليس ورشتها فقط ومساعدتها لنا كان أمرًا ملفتًا للنظر والروح، شعرت بشغف لم أشعر به من فترة طويلة في تعاملاتي مع منسقين مشروعات فنية في القاهرة وكان وجودها وخفة روحها قادرة على إعطائي دفعة قوية لكي أعمل أكثر وأبذُل مجهودًا أكبر سواء في التنسيق الداخلي أو في الإدارة والتواصل مع الفريق في القاهرة وكتابة التقارير التي كانت تستغرق وقتًا طويلًا وبطبيعة شخصيتي لا استهواها.
أحببتُ الورش والعمل رغم الضغط والقلق والتعب الذي كان يسيطر علينا أحيانًا خلال اليوم لكن دائمًا كانت المرجيحة والراحة مع الفريق قادرة على قلب اليوم تمامًا، وفي اليوم الخامس للورش كان سلام شبه جاهز للعرض بثلاثة أغانٍ كتبت ولحنت بشكل جماعي، وعرضين لفريق المايسترو من المنيا واحد منهم في الأوتوبيس طور بشكل جماعي مع سلام وبانوراما البرشا على العرض الذي قدم في شهر 6 وكان جاري التحضير لعروض جماعية في منهاري وهي قرية قريبة من أبوقرقاص والعرض الآخر بالبرشا.
أتى فريق عمل المشروع التحريري والإداري وأعضاء من مشروعات شريكة وعضوات فريق اختيار من القاهرة ليلة يوم العرض وتوالات الاجتماعات القصيرة في وسط الكثير من العمل والضغط للتحضير للعروض وكان أهميتها هو فتح مساحات للنقاش بين الفنانين المختلفين العاملين بالمشروع حيث أن المشروع يعتمد بشكل أساسي على خلق مساحة من الحرية لكل فنان/فنانة داخل المشروع في عملهم/عملهن، ولكن مع ضمان مساحة للنقاش المفتوح بين الفريق وبعضه لإتاحة فرص لتطوير المحتوى من خلال النقاشات.
—–
العروض
في صباح يوم العرض ذهب باسم وسلام ومحمد خالد لحضور العرض في الأوتوبيس، وذهبت أنا وهناء بباقي الفريق إلى منهاري..
سلام: شادي إحنا تايهين.. عند كوبري اسمه كوبري الكرم وسواق نزلنا
أنا: كرم؟ مش عارف ده فين!
سلام: ابعت مايكل يجيلي طيب شادي بس.
مشيت سواق تكتك قدام مايكل وقبل ما سلام يجي كان فيه الغفر بتوع منهاري متواجدين، وقالوا لي أن فيه ناس زمايلنا نزلوا في حتة اسمها الكرم والحتة ديه متوترة طائفيًا وأن أي حد غريب بيمشي فيها مشكلة وأن البوليس وقفهم علشان يعرف رايحين فين فبلغوا نقطة منهاري، فطلعوا منسقين منهاري الجامدين اتكلموا مع البوليس والموضوع تحول من انه مشكلة لإننا بدل ما نعرض عند الجمعية اللي كنا متفقين معاها، لا ده إحنا ممكن نعرض في وسط البلد.
سلام ومحمد وباسم وفريق المايسترو وصلوا بسلام لمنهاري وأكدنا على قرار العرض في وسط البلد.
وخرجنا وإحنا مش مصدقين إننا 70 عارض وعارضة في الشارع والناس ابتدت تغني وهي ماشية .. استقبال الناس لينا في القرية كان هايل.. الناس كانت فرحانة إننا بنلف وبنغني.. وقفنا في مكان وعرضنا.
اليوم ده كان من أحلى الأيام اللي مرت عليا في المشروع ومتأكد إنه هيفضل يوم فاكره لفترة طويلة جدًا من حياتي، لأن بالنسبة للي مراحش قرى الصعيد إننا نمشي نغني في الشارع بالعدد ده ديه حاجة كبيرة وطاقة كانت فعلًا كبيرة وقوية.
تاني يوم عرضنا في البرشا وغنينا برضه في الطريق لمكان العرض..
شادي
25/7/2016
أبوقرقاص
