من البرشا: تحقيق الحلم

يوليو 24، 2016

يوستينا سمير

” أنا نفسى أحب وأتحب بس إزاي وأنا فى قرية بتمنعنى من كده وتحرمنى من أبسط حقوقى، هتحاكموا مين؟- حاكموا القرية اللى أنا فيها! “

دايما بفتكر الجملة دي؛ اتقالت في عرض “محكمة القرية”، كان عرض عن مشاكل الفتيات بطريقة صريحة ومختلفة، وده كان بداية تفكيرنا في مسرح الشارع اللي اخترنا من خلاله نتكلم عن قضايا صعب إننا نتكلم فيها وكان فى صعوبات في تقبل الفكرة لكن استفدنا إننا نعرض ونتكلم ونقول رأينا..

فكرة مسرح الشارع جاتلنا وإحنا بنتكلم مع بعض، إزاى ممكن نوصل فكرتنا للناس من غير مبالغة وتكاليف وحاجات كتيرة، الموضوع كان صعب عشان إحنا فى قرية، لكن إحنا كنا حابين نكمل بالرغم من كلام الناس ونظرتهم، وقتها عرضنا الفكرة علي  مجموعة اختيار فى فترة شغلنا مع بعض فى مبادرة  “بنحاول” ووضحنا إن ده من أحلامنا وبدأنا  نتكلم في إزاى ممكن  نطور الفكرة سوا ونشتغل عليها أكتر، كانت بداية شغل حسيت إنها هتطور الفريق وهتخلي عندنا ثقة بالنفس من خلال مشروع  بقي أسمه “القطر”.

 بنحب فكرة المسرح عشان بتوصل للناس بسهولة وانبسطت إن المشروع  هيتنفذ فى أكتر من قرية بالرغم من قلقى إن في قرى تانية مش هتتقبل الفكرة.

بدأنا ننفذ المشروع وكان (بانوراما البرشا)  أول فريق  في الشغل في  مشروع (القطر )، حسيت وقتها إن الفريق بيكبر وأدائه بيتطور، واجهنا من الأول مشاكل كتيرة عشان يكون في فريق بانوراما البرشا وكان حلمنا إنه يكون غير مقيد بأى حاجة أو بأي ىسلطة ويوصل للناس بسهولة  وخاصةً إن الناس فى القرية بسيطة وصعب تقنعها تدفع تمن تذكرة وتيجى تحضر عرض بسبب الظروف المعيشية، لكن سهل إنك تروح للناس وتوفرلهم الفن ده ويأثر فى حياتهم ويناقش مشاكلهم المجتمعية. كمان  الفن بيأثر وينمي مواهب أطفال قرية البرشا عشان في مواهب كتيرة بس للآسف مدفونة.

واجه الفريق تحديات إنه يعرض فى الشارع وخاصة إن معظمهم فتيات ما بين 14- 25 سنة، وإننا في القرية ومينفعش بنت تشارك فى الأنشطة وكمان -فى الشارع!- ده مستحيل وكمان كان في تحدي عدم وجود تمويل للمشروعات الثقافية، وخاصة إن في تفضيل للمشاريع اللي بتنتج ربح، ومسرح الشارع غير ربحي لإننا مبنعرضش في مكان بتذاكر وده خلاني أفكر إننا ممكن نحتاج نغير اتجاه شغلنا اصلا، لكن الفريق مؤمن باللى بيعمله ومؤمن إن مسرح الشارع قادر يغير كتير، المشاركة في  المشروع كمان غيرت فى الفريق وفرقت بنسبة كبيرة مع جمعية مصر للتنمية، مش هتلاقى كتير من  المجموعات اللى ما بتحبش  تبان فى الصورة ولكن مجموعة  اختيار من الأماكن  اللى تشتغل معاهم بنفس مرتاحة، لأنهم/ن حابين الشغل يأثر بجد، مش مجرد تظبيط ورق.

المشاركة طورت من أدارة الجمعية ويمكن المجهود قادر يغير وضع الجمعية كمكان بيشتغل مع مراكز تانية، فيها شباب متطوعيين حابين يغيروا فى مجتمعهم الصغير والمهمش.

حاجات كتيرة أثرت فينا وفترات كان بيجي علينا وقت ونيأس  وخاصةً إننا فى قرية اغلبها من خلفية مسيحية محافظة والكلام فيها بيفرق- بالذات لما الكلام بيجي من مصدر صاحب سلطة مؤثر في المجتمع الصغير بتاعنا ويساعد على تثبيت فكرة إننا  بنات مش كويسين عشان بنعرض في الشارع  والنظرة دي بتأثر في تعامل أهل القرية معانا  وكمان فكرة إننا بنعمل فى حاجه ملهاش لازمة والناس شايفة إن ملهاش قيمة بس بييجى وقت ونعرف ان مينفعش نقف، مش عشان نفسنا، لكن عشان الأطفال الموهوبة والبنات المكبوتة اللى شايفة نفسها عبيطة. لازم ييجى وقت ويشوفوا نفسهن من حقهن يحلموا ويعيشوا ويلاقوا مكان يتنفسوا فيه.

يوستينا سمير

المديرة التنفيذية بجمعية مصر للتنمية والتطوير الديموقراطي- البرشا

Share Button