البداية: روحنا ومرجعناش

2015
« of 11 »

دعاء عبد العال

سبق مشروع القطر التعرف على جمعية مصر للتنمية، وقرية البرشا في المنيا، من خلال مبادرة “بنحاول” اللي استمرت ما بين مايو 2014 ومايو 2015، وكان الهدف منها -على الورق- هو العمل مع القيادات الشابة في قرية مصرية علشان نبني فهم مشترك حوالين بناء السلام في المجتمعات المحلية مستخدمين مدخلنا الجندري،كانت محاولة للتعرف والتعلم منا كمجموعة اختيار ومنهم كمجموعة شابة تعمل على تدعيم قيم المواطنة على المستوى المحلي، سويا جلسنا وتناقشنا، وشاركنا المعلومات والكتب وقمنا بتقديم مسرح شارع ببطولة شابات وشباب الجمعية وتطورنا ولم نتوقف.

أنا أصولي من قرية في حجم البرشا تقريبا بس في أسيوط، قريتي اسمها “نزلة باقور” مركز أبو تيج، علشان كده البرشا ماكانتش غريبة عليا، باللهجة والناس والروايح، الغريب بالنسبة ليا في البرشا كان التنوع المختلف، القرية المقسومة ما بين شرق الدكان وغربه، والتنوع في الأفكار في مرحلة زمينة مهمة في مصر، وفي “يوستينا” وفي البنات والولاد الكتير قوي اللي كانو في كل مكان في الجمعية اللي مبناها مع الوقت مبقاش سايع الأحلام، وفي الأطفال الكتير اللي جايين للأبلوات في الجمعية علشان يذاكرولهم.

عندما بدأنا العمل في مشروع “بنحاول….” لم نعرف وربما أبدأ لن نعرف أين سينتهي بنا الحال، كنا ندرك كمجموعة اختيار أنه لابد أن نبدأ بأن نتعرف على “غيرنا” حتى لا نخدع أنفسنا بأننا نتحدث باسم نساء وبنات لم نقابلهن. كنا ندرك أن الخروج من القاهرة إلى المنيا لن يكون سهلا، ولن يكون سهلا أن نطرق باب جمعية مصر للتنمية في البرشا مركز ملوي قائلين “عايزين نعرف ونحاول”، سنة كاملة سبقت مشروع القطار،  ونحن نتعلم ونشارك ونتبادل الحكايات والمواقف، نعرف أكثر عن امتيازاتنا التي توفرها لنا المدينة في مواجهة قابلية وقدرة النساء والفتيات في القرى والمراكز البعيدة. كانت جمعية مصر للتنمية في البرشا كريمة جدا معانا وشجعت فريق من تسع بنات وشباب علشان يشاركونا الرحلة.

في البداية اشتغلنا سوا من خلال الأدوات المألوفة للشرح وكشف المشاكل بدافع المشاركة والرغبة في التعلم وفي محاولة الفهم، كانت هذه هي السمات الأساسية للمرحلة الأولى من التجربة، بدأنا بالتعرف على حدود المكان كي نفهمه كوافدات ووافدين من القاهرة، ثم كانت المشاركة في الأكل، وفي الفسحة اللي هنتعرف فيها على اللي حوالين المكان، ومناقشة الأدوات التي سنستخدمها لعكس ما تعلمناه. حرصنا دائما على إبقاء الدردشات الطويلة حية لكي نطور طرق عملنا، خاصة عن المشاكل التي تواجه البنات والشباب في محافظة تندلع فيها الخلافات الطائفية باستمرار، رغم تاريخها الثقافي الطويل، دارت نقاشات طويلة حول مصادر السلطة والسيطرة، كيف نكشفها ونواجهها، حتى يمكن أن تشتبك معها ونعيد ترتيبها بما يضمن الحقوق للجميع.

علشان نعرض اللي فهمناه سوا، كانت الحكايات والعرض المسرحي هي المدخل، جمعنا حكايات مسرحية “أبيض وأسود”، وأخرجناها سوا، المسرحية بتعرض لكل ألأشكال المختلفة من التفرقة اللي بيعرفها مجتمعنا، بين الصغير والكبير، بين الفقير والغني، بين أصحاب الأديان المختلفة، وقهر المختلف وحرمانه من الحقوق، وفين الستات والبنات من كل ده، وازاي بيبقا العبء إضافي عليهم. كان أعظم إنجازتنا المشوار من الجمعية لمركز شباب القرية علشان العرض الأخير، المشوار يمكن عشر دقايق أو ربع ساعة بس التوتر جوا كل حد فينا خلا المشوار أطول حبتين، لسبب بسيط جدا إنه في العادي ده مش طريق البنات بتمشي فيه ولا المركز أصلا مكان للبنات، العروض في الأساس مش ده مكانها وجمهورها في العادي بيقطع تذاكر، والوضع لم يكن أيا من هذا أو ذاك،الوضع في المجمل زي ما “يوستينا” لما بتوصفه لحد النهاردة، الوضع كان غريب..

ممكن أحكي هنا عن حاجات كتير، بس في المجمل التجربة يمكن أوصفها “لما روحنا ومرجعناش”، أصل احنا رجعنا بفهم مختلف، بنكمل بفهم مختلف وبيتطور، مكملين بأدوات وأساليب أخرى للتواصل ومع وجوه جدبدة وحكابات أكتر، علشان كده ابتدينا نركب القطار، ونتحرك… نشوفكم المحطة الجاية

دعاء عبد العال

عضوة في مجموعة اختيار

مايو 2015

Share Button